وجدانيات من كتاب أنا حيوان منوي  

01 يناير  .   3 دقائق قراءة  .    617

Photo by Stefano Pollio on Unsplash

كم أتوق للعودة إلى رحمك

هناك

حيث لست بحاجة

إلى تبغ

إلى كحول

لا يهمّني ماذا آكل

أو ماذا ألبس

أو من أحبّ وأكره

أسبح عارية في العتمة

يكفيني أن أسمع ضجيج قلبك

هناك لا لغة لي

لا وطن أقاوم من أجله

لا خيانة لا كذب لا أقنعة

لا حدود لشيء سوى لجدار رحمك

حيث الروح تتصوّف وتستمتع في موسيقى واحدة

طبول من دماء: دوم. دوم. دوم. دوم............

ليتك لم تلديني

ليتني أعود إليك

يتكوّر بعضي على بعضي

* * *

أطالب بحقّ العودة إلى وطني الأصلي

إلى رحم أمي

* * *

كلما أشم رائحة قلية البصل في الصباح الباكر منبعثةً من هنا أو هناك

أصاب بالغثيان...

أذكر المرة الوحيدة التي اشتقت فيها لهذه الرائحة

يوم كانت أمي في المستشفى يبترون لها نهدها ويشوّهون أنوثتها بمباضع الرحمة

كانت الرائحة تتسلّل إلى سريري كل صباح

وعندما غابت لأسبوع

صار غياب الرائحة يبكيني

منذ متى يبكينا البصل من دون أن نشمّه؟

كم هو صعبٌ أن نقطع أنفاسنا كي نجنّب ذاكرتنا دكتاتوريّة الرائحة



#محبّة #ذكرى #أمّ #غياب


  0
  5
 0
X
يرجى كتابة التعليق قبل الإرسال